تمَنّيتُ أنْ أقُولَ لكَ أحبّكَ لكِن

سَمِعْتُ بِالأمسِ خَبراً
أَيقَظَ الحنينَ مِن بعْد سُباتٍ
وَرقْرقَ الدّمعَ مِن وراءِ الجُدرَان
وَأدْمَى الجرحَ وَقدْ بدَا باِلالْتئام
كانَ لِي أملٌ بلُقياكَ
واليوم باتَ مِن وحْيِ السّرابِ والأحْلام
آه علَى لحظَاتٍ جمَعتْنا بينَ أحضَانِ المحبّةِ والاحْترَام
كُنتَ لِي شمعةً تُضيءُ لهَا ظلامِي
ورحلْتَ وقدْ سكَنَت الوَحْشةُ أيّامي
وَباتَ الشوْقُ يسْرِي فِي جسَدي كَسرَيانِ الدّمِ في شُريَاني
فلا ترْحَلْ أبعدَ مِن محطّاتِ رِسَالاتِي
وَعُدْ لِي أَنيسَ غُربتِي
وَصديقَ وِحْدَتي
وَقمرَ لَيْلي وَلا ترْحلْ عنّي

آه قضَى عامٌ على فرَاقِنا
وِتاهتْ دُروبُكَ عنْ خُطاي
سرقتْ الأيّامُ أمَانيِنَا
انتحَرَتْ ذِكريَاتُنَا
وسَافرَتْ أحلامُنا وَأجملُ تفَاصيلِنَا
غابتْ موَاسمُ الأفْراح
وبتّ أحملُ همُومَ الحيَاةِ
وأسِيرُ الطّريقَ أنزِفُ الجِراحَ
لا أدْري منْ فِينا الجَاني
مَن الذي خَان
مَن الذي قتلَ الآمالَ قبلَ أنْ تُشرقَ الشّمس
مَن الذي بعدَ بينَنا المسَافَات
مَن الذي توقفَ المسَارات
أغفُو قليلاً عَن ذِكْراك
أُحَاولُ أنْسَى خيانتَكَ
وجرحَك لِمشاعِري تعمّد وَعِناد
إلاّ أنّكَ تظلّ فِي ذاكِرتي دَائماً
وحِين أشتاقُ لكَ أنْسى كلّ الجُروحِ وتأتِي كشلاّلٍ عذْب
وأغْرقُ في مَلامحِكَ
نعم قدْ أبكِي فراقَكَ
وقد أشعرُ برغبةٍ جامِحَةٍ فِي بقائِي مُخلِصَةً لحُبٍ مضَى
لكنّني أبقَى تلكَ الشّجرةَ الرّائِعةَ التي قسَوْتَ عليهَا وحرَمْتهَا حُبّكَ
فمَاتتْ وجفّتْ أورَاقُها وَلكن :
تظلّ جُذورُها مُتعطّشةً لِحُبّ آخرَ يمنحُها الحيَاةَ مِن جدِيد

تمَنّيتُ أنْ أقُولَ لكَ أحبّكَ قبلَ أنْ نفْترِقَ
تمنّيتُ أنْ أعترِفَ تمنّيت
لكِن كُتِبَ عليْنا الفراقُ
وَليتنَا افترقْنَا بسَلام
افْترَقنا وَكُلاً مِنّا يحمِلُ ألفَ سُؤالِ و سُؤال ..!!
ممإً رـآق لـ....